Share :
أظهر بحث حول الأمن الغذائي في الوطن العربي وعلاقته بالتغيرات المناخية – الوضع الحالي والفرص المتاحة أجراه الأستاذ المشارك في علم النبات/ النائب الأكاديمي في جامعة فلسطين التقنـــية خضـــــوري، د. رزق سليــــمية، أن الوطــــن العــــربي يســـتورد سنويا ما نسبته 70 % من سلعه الغذائيـــــة بــــقيمة إجماليــــة تــــــزيد عـــلى 35 بليــــون دولار. وأوضح د.سليمية الذي عرض نتائج بحثه في أعمال الندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والهندسة والطب التي عقدت في العاصمة مسقط، وبمشاركة من 130 باحثة وباحثا على مستوى العالم، ان السبب الرئيسي الذي أدى إلى خلق هذا الواقع الصعب يعود الى قلة الأراضي المزروعة في الوطن العربي ولا تتجاوز نسبتها الـ 5 % من الأراضي الممكن زراعتها، والى التراجع الحاد في إنتاج المحاصيل الحقلية وخاصةً القمح الذي يعتبر الغذاء الرئيس في الوطن العربي. وفي نظرة مستقبلية متشائمة لمستقبل الزراعة في الوطن العربي بين د.سليمية انه ونتيجة للتأثيرات المناخية في الوطن العربي والناتجة عن زيادة درجة الحرارة وقلة الأمطار والجفاف سيؤدي في عام 2050 الى نقص حاد في الإنتاج قد تتجاوز نسبته الـ 20 % في معظم المحاصيل الزراعية مما يعمق ويزيد من مشكلة الأمن الغذائي العربي، بالإضافة إلى معاناة جميع الدول العربية باستثناء السودان وسورية من نقص شديد في المياه. وحول الحلول والاستراتيجيات والسيناريوهات الممكن عملها لمواءمة ومواكبة التغيرات المناخية ومواجهة هذه التحديات دعا د.سليمية إلى استخدام التقانيات النووية مثل أشعة جاما وكذلك الهندسة الوراثية في تحسين المحاصيل الزراعية لإنتاج أصناف مقاومة للجفاف وذات دورة إنتاجية قصيرة، بالإضافة الى استخدام تقنية دراسة نظائر الكربون لتحديد المحاصيل الأكثر تحملًا للجفاف. كما بين د.سليمية استحالة وصعوبة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الدول العربية دون تشكيل اتحاد عربي واحد موحد وازالة الحدود بين هذه الدول، وكذلك التنسيق المتبادل ورسم سياسات مشتركة قائمة على المصالح المتبادلة. أما فيما يتعلق بالأمن الغذائي الفلسطيني، فقد عرج الدكتور سليمية الى أن مشكلتنا مركبة ومعقدة، حيث يضاف الى مجمل هذه العوائق التي تحول دون الوصول الى الأمن الغذائي مشكلة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الموارد المائية بشكل شبه مطلق بالإضافة الى مصادرته للأراضي وتحكمه في المعابر التي تعمق هذه المشكلة. ودعا في هذا السياق الى ضرورة العودة الى زراعة المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والبقوليات التي تعتبر عصب فلسفة الأمن الغذائي الفلسطيني وأساس صموده.
Comments (0)
Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked. *